فرع الباثولوجي

Picture
منذ تأسيس كلية الطب / جامعة بغداد في تشرين الثاني عام 1927 (والتي كانت تسمى آنذاك بالكلية الطبية العراقية كونها الكلية الطبية الأولى والوحيدة في العراق)، كان لمادة الباثولوجي حضور في خطة الدراسة حينئذ وبدأ تدريس هذه المادة لطلبة المرحلة الثالثة فعلياً سنة (1929/1930) وكان من أوائل التدريسيين في هذا الفرع:
                     الأستاذ البريطاني ميلز - الباثولوجي النظري
                     الأستاذ الدكتور شوكت الزهاوي - الباثولوجي العملي
              
                     في السنة التالية (1930/1931) بدأ الفرع بتدريس مادة الطب العدلي لطلبة المرحلة الرابعة وكان أول مدرس للجانب النظري أ.د.حنا الخياط (وهو أول عميد عراقي لكلية الطب كما كان أول وزير صحة في العراق)، أما الجانب العملي والباثولوجي التشريحي فكان يدرسه الدكتور آكوب جوباتيان. في عام 1932 عاد الى العراق أ.د. أحمد عزت القيسي بعد حصوله على شهادة الاختصاص في الطب العدلي وهو أول طبيب عراقي يحصل على مثل هذه الشهادة  

في البدء كان فرع الباثولوجي مقتصراً على تدريس علم الأمراض النسيجي ومن ثم تطور الى ضم مادتي أمراض الدم وعلم الخلية المرضي وبالاعتماد على اسلوب اعطاء محاضرات في الجانب النظري أما الجانب العملي فيتضمن تدريب الطلبة على استعمال المجهر الضوئي الاعتيادي وأساسيات تشخيص الأمراض عن طريق فحص الأنسجة المستأصلة في العمليات الجراحية وملاحظة التغيرات الظاهرة بالعين المجردة ومن ثم الفحص النسيجي لهذه الأعضاء. 
ومع تقدم العلم وتطور التكنولوجيا والتوسع في فهم الأمراض وأسبابها وطرق تشخيصها، أصبح من اللازم أن يتوسع علم الأمراض كذلك ليشتمل على مواد جديدة مثل علم المناعة المرضي ، علم الوراثة الطبية البشرية، وعلم الكيمياء النسيجي المناعي ، ومواد أخرى.
وبناء على ذلك، صار من الضروري التوسع في تدريس علم الأمراض لطلبة كلية الطب ليشمل المرحلتين الثالثة والرابعة (أساسيات ومفاهيم عامة في علم الأمراض للمرحلة الثالثة فيما اختص تدريس المرحلة الرابعة على جميع أجهزة الجسم وما يصيب كل جهاز من آفات وأمراض وما أسبابها وكيف تؤثر على النسيج ومن ثم العضو المصاب وكيف تظهر أعراض المرض نتيجة تلك التغيرات وتعليم الطلبة على طرق تشخيص المرض بفحص النماذج المرسلة بالعين المجردة وبالفحص النسيجي لها بعد ذلك.
لم يتوقف تطور تدريس المادة عند هذا الحد بل اشتمل على تغيير في أسلوب وطرائق التدريس بحيث أصبح يستفيد من توفر الأجهزة الالكترونية (سمعية وبصرية) فضلاً عن استخدام الحاسوب بشكل كبير في توفير معلومات جديدة وشرح وتوضيح المادة مما سهل فهم الطلبة وحسن مستواهم بشكل عام كما تغير أسلوب تدريس المادة العملية من الشكل التقليدي (فحص النماذج المحفوظة بالفورمالين وفحص سلايدات النماذج النسيجية بالمجهر) الى شكل تفاعلي بحيث صار الطلبة يسألون ويناقشون ويفكرون ويحللون المعطيات .. وهذا هو جوهر العملية التدريسية وبالأخص لطلبة كلية الطب.
                       
وفي الحقيقة فإن هذا التطور والتغيير انعكس ايجاباً على طلبة الدراسات العليا (ماجستير – دكتوراه – بورد) وحتى التدريسيين أنفسهم وصارت هناك حاجة لعقد ندوات دورية لمناقشة حالات مرضية مختارة وعرض السلايدات المتعلقة بها مع شرح تفصيلي عنها، وندوات أخرى لمناقشة آخر التطورات الحاصلة في علم الأمراض وعلى مستوى العالم وصار منهاج تدريس طلبة الدراسات العليا مكوناً من أحدث المناهج والكتب والمقررات في حقول الاختصاص كافة.
تدرّس الآن مادة الباثولوجي لطلبة المرحلتين الثالثة والرابعة بواقع ساعتين نظرية اسبوعياً وثلاث ساعات للدرس العملي لكل مجموعة (خمس مجاميع لطلبة المرحلة الثالثة وثلاث مجاميع لطلبة المرحلة الرابعة)، أما مادة الطب العدلي فيدرس لطلبة المرحلة الرابعة بواقع ساعتين نظري وساعتين عملي اسبوعياً كما يتضمن زيارات متعددة لمعهد الطب العدلي وأقسامه وبخاصة صالة التشريح.
في السنوات الأخيرة ازداد الاقبال على دراسة الباثولوجي بكافة اقسامه من طلبة الدراسات العليا وصار عدد تدريسيي الفرع 18 من تدريسيين وأساتذة، ويدرّس الفرع ايضاً كورسات مخصصة لطلبة الدراسات العليا من باقي فروع الكلية (ماجستير/ دكتوراه) وطلبة البورد العراقي في باقي الاختصاصات الطبية (الجلدية، العيون، الأشعة التشخيصية، ... الخ).
                       
كل هذه النشاطات والنتائج الطيبة وأكثر لم تكن لتحصل لو لا جهود السادة التدريسيين في الفرع كافة وتعاونهم واخلاصهم في التدريس ورغبتهم في تطوير الفرع، مما دعا السيد عميد كلية الطب الى توجيه كتاب شكر للأساتذة والتدريسيين في الفرع للجهود المبذولة في تطوير الفرع وطرق تدريس الطلبة.